برعاية الأستاذة الدكتورة سميرة ناجي كاظم، عميد كلية العلوم للبنات، أقامت وحدة التعليم المستمر بالتعاون مع قسم علوم الحياة ورشة عمل بعنوان “دور اللافقريات القاعية في النظام البيئي”، قدّمتها كل من أ.م.د. ميسون حسن مسجل وم.د. إسراء محسن جاسم، وحضرها عدد من تدريسيي ومنتسبي الكلية.
هدفت الورشة إلى تعريف اللافقاريات، وهي الحيوانات التي تفتقر إلى العمود الفقري والهيكل العظمي الداخلي سواء كان عظمياً أو غضروفياً، وتشكل حوالي 1.5 مليون نوع، أي أكثر من 79% من جميع أنواع الحيوانات المعروفة حالياً. وتمتاز معظم اللافقاريات، وإن لم تكن جميعها، بوجود هيكل خارجي، وحبل عصبي بطني، وقلب يقع في الجهة الظهرية من الجسم.
تناولت الورشة تصنيف اللافقاريات إلى صنفين رئيسيين: الأول هو الحيوانات الابتدائية، والتي تتألف من شعبة واحدة، والثاني هو الحيوانات عديدة الخلايا، وتشمل الإسفنجيات، اللاسعات، الديدان المسطحة، الرخويات، وغيرها.
كما سلطت الورشة الضوء على أهمية اللافقاريات، إذ لها دور كبير في البيئات البحرية وفي الدراسات العلمية، لا سيما الديدان الخيطية، وذلك بسبب تركيبها الوراثي، وقصر دورة حياتها، وبساطة تركيب أجسامها. وتُستخدم بعض أنواعها كمؤشرات بايولوجية في تقييم الحالة البيئية، وفي المكافحة الحيوية لبعض الآفات الزراعية والمرضية. وتُعد أيضاً مصدراً غذائياً للإنسان والحيوان مثل الروبيان والمحار والسرطان النهري، وتسهم في زيادة خصوبة التربة من خلال فضلاتها وحراثتها لها كما تفعل ديدان الأرض. بالإضافة إلى دورها في التلقيح الطبيعي للنباتات، وتوفير فوائد اقتصادية مثل إنتاج الحرير من دودة القز والعسل من النحل واستخدام الإسفنج، فضلاً عن مساهمتها في إنتاج مواد كيميائية وسمية تُستخدم حالياً في معالجة العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان.
في المقابل، أشارت الورشة إلى الأضرار التي قد تسببها بعض اللافقاريات، إذ تعمل كعائل وسيط أو ناقل للأطوار اليرقية لعدد من الطفيليات التي تسبب أمراضاً خطيرة للإنسان، مثل طفيلي الملاريا الذي ينقله بعوض الأنوفليس، وطفيلي مرض النوم الإفريقي الذي تنقله ذبابة التسي تسي، والطفيلي المسبب للبلهارزيا. ويُقدَّر عدد الحالات المرضية التي تنقلها اللافقاريات سنوياً بأكثر من عشرة ملايين حالة. كما أن بعض أنواعها تسبب آلاماً وأضراراً جسدية جسيمة قد تؤدي إلى الوفاة، نتيجة لسعاتها السامة التي تؤثر على نشاط الإنسان وحيويته.
واختُتمت الورشة بالتأكيد على أن مجتمع اللافقاريات يُعد من المجتمعات المعقدة ذات الأهمية الوظيفية الكبرى في معظم الأنظمة البيئية سواء على اليابسة أو في الماء، حيث تحتل مستويات مختلفة من السلسلة الغذائية

Comments are disabled.