برعاية السيدة عميد كلية العلوم للبنات الاستاذ الدكتور سميره ناجي كاظم نظمت وحدة التعليم المستمر بالتعاون مع وحدة الإرشاد النفسي ورشة علمية بعنوان (المواجهة العلمية والقانونية لاستخدام النباتات المخدرة في الطب الشعبي) قدمها أ.م.د مشتاق فرج كرومي, ومن الجامعة العراقية الباحث القانوني سعد إسماعيل إبراهيم.
هدفت الورشة إلى تسليط الضوء على مفهوم الطب البديل والاعشاب الاكثر استخداماً في هذا المجال.
وتناولت الورشة محورين رئيسيين، الأول علمي، ركز على التعريف بأنواع النباتات المخدرة التي تُستخدم في الطب الشعبي دون رقابة طبية، وما قد يترتب على استخدامها من آثار سلبية على الصحة العامة. كنبات القنب الذي يحتوي على مادة التتراهيدروكانابينول ذات التأثير المخدر، والقات الذي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويؤدي إلى حالة من النشاط المؤقت يتبعها هبوط شديد في الطاقة، والأفيون المستخرج من نبات الخشخاش ويحتوي على مركبات قوية تسبب الإدمان، إضافة إلى الحشيش والداتورا والبلاذر، وكلها نباتات تُستخدم أحياناً بطرق غير طبية في بعض الثقافات الشعبية رغم خطورتها البالغة على الجسم والعقل. وقد تم توضيح الفروق الجوهرية بين الاستخدامات الطبية العلمية لبعض هذه النباتات تحت إشراف طبي دقيق، وبين الترويج لها بطرق عشوائية أو خرافية من قبل بعض العشابين.
أما المحور القانوني، فقد قدّمه الخبير القانوني سعد إسماعيل إبراهيم، والذي ناقش من خلاله الأبعاد القانونية لتداول واستخدام هذه النباتات، مستعرضاً القوانين العراقية والدولية التي تُجرم الاتجار أو التعاطي أو الزراعة غير المشروعة للنباتات المخدرة. كما بيّن أن هناك تهاوناً أحياناً في التمييز بين الأعشاب المفيدة والأخرى ذات التأثير النفسي، ما يؤدي إلى التباس قانوني قد يستغله البعض للترويج غير المشروع. وأكد على أهمية توعية المواطنين حول النصوص القانونية والعقوبات الرادعة للمخالفين، إضافة إلى ضرورة ضبط مهنة العطارة وتحديد المواد المسموح بتداولها.
وضمن الجانب العملي للورشة، تم عرض مجموعة من الأعشاب المنزلية الشائعة التي تمتاز بفوائد صحية مثبتة علمياً، وتُستخدم بشكل آمن كمساعدات طبيعية في التخفيف من بعض الأعراض الشائعة. من أبرز هذه الأعشاب اليانسون المعروف بقدرته على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف التقلصات، والبابونج الذي يستخدم كمضاد للالتهابات ومهدئ للأعصاب، والكمون الذي يُساعد في تحسين عملية الهضم ، والورد الجوري (الماوي) الذي يُستخدم في تهدئة الأعصاب . وقد تم توضيح كيفية استخدام هذه الأعشاب بطريقة صحية وآمنة بعيداً عن المبالغات أو الترويج غير العلمي.
وأكدت الورشة على أهمية التوازن بين الحفاظ على الطب الشعبي بوصفه جزءاً من التراث الثقافي، وبين ضرورة الاعتماد على البحث العلمي والتشريعات القانونية لضبط استخدام النباتات وتأثيراتها على الصحة العامة، كما أكدت أهمية رفع الوعي المجتمعي حول الاستخدام الرشيد للأعشاب، بما يحقق فهماً أعمق للعلاقة بين الطبيعة وصحة الإنسان ضمن إطار الاستدامة والمسؤولية المجتمعية.
وجاءت هذه الورشة ضمن إطار الأنشطة العلمية التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول المخاطر الصحية والقانونية المرتبطة باستخدام بعض النباتات ذات التأثير النفسي، وربط المعرفة العلمية بالبعد القانوني في التعامل مع الأعشاب الطبية والمخدرة، وهو ما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة، وتحديداً الهدف الثالث المتعلق بالصحة الجيدة والعيش السليم.

Comments are disabled.