ناقشت كلية العلوم للبنات بجامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة ( التحرّي عن المركّبات الكيميائية النباتية والفعالية المضادة للميكروبات لنبات النرجس Narcissus tazetta L. المستزرع في العراق) للطالبة عُلا كريم علي عكاب
و كان الهدف من الرسالة هو الكشف والتحرّي عن محتوى ونوعية مركبات الأيض الثانويSecondary Metabolites الموجودة في أبصال نبات النرجس، و أستخلاص نوعين من المركبات الفعالة حيويا هي الفينولية والقلويدية الكلية وعزلها عن بقية مركبات الأيض الثانوي والتقدير النوعي والكمي كتنقية جزئية للفينولات والفلافونيدات والقلويدات (قلويد الكلانثامين) باستعمال طرق التحليل المختلفة مثل كروموتغرافيا الطبقة الرقيقةTLC و كروماتوكرافا السائل عالي الأداء HPLC. والكشف عن تأثير هذه المركبات المعزولة من النبات ضد بعض أنواع البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية والفطريات الممرضة فضلا عن دراسة فعاليتها كمضادات أكسدة ضد الجذور الحرة.
كما تضمنت الرسالة أستخلاص الفينولات الكلية بالنقع البارد ، والقلويدات بالنقع الحار ونتج عنهُ أربع طبقات الطبقة الأولى (1) الإيثانولية والثانية (2) الملحية والثالثة (3) الكلوروفورم بعد الحامض والطبقة الرابعة (4) الكلوروفورم بعد القاعدة ، تم تقدير محتوى قلويد الكلانثامين الذي يُعدّ عقاراً معتمداً يتم انتاجهُ بشكل دواء لعلاج مرض الزهايمر في المستخلصات القلويدية الأربعة بينت النتائج وجود قلويد الكلانثامين في الطبقات 1 و 3 و 4، كما أن النبات غني بالعديد من المركبات الفينولية والفلافونيدية.
تم الحصول على أربع عزلات بكتيرية ممرضة معزولة ومشخصة: اثنان موجبة غرام Staphylococcus aureus، Bacillus subtilius واثنان سالبة غرام Pseudomonas aeruginosa، Escherichia coli والخميرة الممرضةCandida albicans والفطر الممرض Rhizopus microspores. من المختبر البيئي المركزي الخدمي في قسم علوم الحياة /كلية العلوم/ جامعة بغداد، وبينت النتائج إن معظم العزلات كانت مقاومة للتراسيكلين، سيفوتاكسيم، أيموكسلين، أيمكاسين.
درس تأثير المستخلصات القلويدية الأربعة المتمثلة بالطبقة (4،3،2،1) ضد عزلات البكتريا حيث أظهرت النتائج تأثر العزلات البكترية الأربعة بنوع المستخلص القلويدي وبنسب متفاوتة وكان التأثير الأكبر في الطبقة (4) عند تركيز 8 ملغم/ مل.
كما دُرِسَ النشاط المضاد للبكتريا والفطريات لطبقات القلويدات مجتمعة TA وفينولات الكلية TP لأبصال النرجس على نفس البكتريا المستعملة وعلى الخميرة الممرضة Candida albicans والفطر الممرض Rhizopus Microsporus. بينت النتائج تفوق TA على TP في تثبيط البكتريا وأظهرت فعلاً تآزرياً واضحاً للقلويدات مجتمعاً TA على السلالات البكتيرية المستعملة مقارنة باستعمال القلويدات منفصلة.
كما درس التركيز المثبط الأدنى MIC والتركيز القاتل الأدنى MBC لمستخلص أبصال النرجس للقلويدات الكلية TA والفينولات الكلية TP تجاه البكتريا الممرضة المتعددة المقاومة تم عمل تراكيز مختلفة لكل مستخلص نباتي في أنابيب تحتوي على وسط مغذي معقم هو Muller Hinton Broth بينت النتائج تفوق TA على TP في تثبيط البكتريا.
وفيما يخص الفعالية المضادة للأكسدة للمركبات بينت النتائج أن ألفينولات الكلية TP لها فعالية مضاد للأكسدة أعلى من القلويدات الكلية TA . و قد حصلت الباحثة على تقدير أمتياز.
ومن اهم التوصيات التي توصلت اليها الدراسة.
- إجراء المزيد من البحوث المتعلقة بنبات النرجس لما له أهمية طبية وعقاقيرية لجميع أجزاء النبات (الأزهار والأوراق والسيقان والجذور) باستعمال طرق استخلاص مختلفة للوصول الى أكبر حصيلة من المركبات الفعالة.
- فصل وتنقية كاملة للمركبات الفعالة وبالأخص قلويد الجلانثامين ودراسة فعالية داخل الجسم الحي (in vivo) باستعمال بعض الحيوانات المختبرية.
- إجراء المزيد من التجارب والتطبيقات لتأثير المكونات الفعالة لهذا النبات كدراسة تأثيرها كمضادات للسرطان والأورام فضلاً عن دراستها على المستوى الجزيئي.
- إمكانية دراسة أستعمال المستخلصات النباتية القلويدية والفينولية كبديل للمضادات الحيوية وعدّها مثبطات للبكتريا والفطريات من خلال فصل وتنقية مركباتها الفعالة.
- إجراء دراسة باستعمال تقنية الزراعة النسيجية للأبصال لغرض استحثاث إنتاج المركبات الفعالة بكمية أكبر للإفادة منها طبياً.
- توسيع الدراسات والبحوث المتعلقة بالمركبات الفعالة في نبات النرجس المستزرع ومقارنتها مع نبات النرجس البريّ النامي في العراق.