برعاية السيدة عميد كلية العلوم للبنات الاستاذ الدكتور سميره ناجي كاظم نظم قسم علوم الفيزياء بالتعاون مع وحدة التعليم المستمر دورة بعنوان ( دراسة وحفظ القطع الأثرية بالاستعانة بالتكنولوجيا النووية ) قدمها رئيس قسم علوم الفيزياء أ.م.د حيدر يحيى حمود, م.د رويدة طارق مهدي, م.م سلا سامي حمزة, م. آلاء مصطفى ذيبان.
هدفت الورشة إلى تسليط الضوء على موضوع دراسة وحفظ القطع الأثرية باستخدام التكنولوجيا النووية حيث بدأت الورشة بتقديم شرح شامل لمبادئ التكنولوجيا النووية وكيفية توظيفها في مجال علم الآثار للحفاظ على القطع الأثرية وتحليلها بدقة عالية وقد تم التطرق إلى استخدام تقنيات مثل التأريخ بالنظائر المشعة وتقنيات التصوير النووي التي تتيح الكشف عن تفاصيل دقيقة داخل القطع دون إلحاق ضرر بها كما تضمن البرنامج عرض طرق غير تدميرية لتحليل المواد المكونة للقطع الأثرية مما يساعد في التعرف على تركيبتها الكيميائية والفيزيائية وبالتالي فهم ظروف صناعتها وأصولها التاريخية وأكد المحاضرون على أهمية دمج التكنولوجيا النووية مع أساليب الحفظ التقليدية لضمان المحافظة على القطع الأثرية لأطول فترة ممكنة دون فقدان قيمتها العلمية أو الجمالية وشملت الورشة جلسات تطبيقية تم فيها استعراض أحدث الأجهزة والمعدات المستخدمة في هذا المجال بالإضافة إلى مناقشة التحديات التقنية التي تواجه تطبيق التكنولوجيا النووية في دراسة القطع الأثرية وكيفية التغلب عليها كما تم التطرق إلى التطبيقات المستقبلية لهذه التكنولوجيا في مجالات متعددة مثل التراث الثقافي والمتاحف بما يفتح آفاقاً جديدة للحفاظ على الموروث الحضاري وتعزيز البحث العلمي في علوم الفيزياء والآثار وخلصت الدورة إلى أن الاستخدام المدروس للتكنولوجيا النووية يعد أداة فعالة ومبتكرة تسهم في حماية التراث الإنساني وتوفير معلومات دقيقة تتيح للباحثين والمهتمين فهم التاريخ بشكل أعمق وأدق مما يعزز من جهود الحفاظ على الهوية الثقافية للأمم وتقديم معلومات دقيقة تساعد في صيانته بشكل علمي ومتقدم مما يدعم الاستدامة الثقافية ويعزز من قدرة المجتمعات في الحفاظ على موروثها الحضاري للأجيال القادمة، كما يعكس هذا التكامل بين العلم والتكنولوجيا نهجاً مستداماً يوازن بين التطور التقني وحماية التراث الثقافي بما يتماشى مع رؤية التنمية المستدامة في بناء مستقبل يحترم الماضي ويؤمن الحاضر ويطور المستقبل
وتحقق الدورة اهداف التنمية المستدامة المتمثل بالهدف الحادي عشر “جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقابلة للصمود ومستدامة” حيث يشمل هذا الهدف حماية التراث الثقافي وتعزيز صون المواقع التاريخية والأثرية التي تشكل جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية للمجتمعات.

Comments are disabled.