برعاية السيدة عميد كلية العلوم للبنات الأستاذ الدكتور سميره ناجي كاظم نظم قسم علوم الحاسوب بالتعاون مع وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي ورشة بعنوان (تأثير ضغط الأقران على انتشار تعاطي المخدرات بين الطلاب وانعكاساته الأكاديمية) قدمتها م.د نور رضا، م.د آمال سفيح.
هدفت الورشة إلى تسليط الضوء على ضغط الأقران وهو أحد العوامل النفسية والاجتماعية الأكثر تأثيرًا على سلوكيات الطلبة، لا سيما في مراحل المراهقة والشباب، حيث يكون الفرد في طور بناء هويته الاجتماعية والشخصية، ويبحث عن القبول والانتماء ضمن مجموعة من الأصدقاء أو الزملاء. في هذا السياق، يصبح ضغط الأقران عنصرًا حاسمًا يمكن أن يدفع بعض الطلبة إلى الانخراط في سلوكيات خطرة، أبرزها تعاطي المخدرات، سواء بهدف إثبات الذات أو تقليد الآخرين أو نتيجة الخوف من الرفض والعزلة. وقد لوحظ أن انتشار تعاطي المخدرات بين الطلبة يرتبط بشكل وثيق بوجود مجموعات ضغط تؤثر على الأفراد من خلال إقناعهم بأن تعاطي هذه المواد يمنحهم شعورًا بالقوة أو الحرية أو يساعدهم على الهروب من ضغوط الحياة اليومية، خصوصًا في بيئات تفتقر إلى التوعية الكافية أو الرقابة الأسرية والمدرسية الفعالة. وفي كثير من الحالات، يبدأ التعاطي بمجرّد تجربة أولى تحت تأثير رفاق السوء، ثم يتحول تدريجيًا إلى عادة يصعب التخلص منها، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستوى الأكاديمي. فالطالب الذي يتعاطى المخدرات يعاني غالبًا من تراجع ملحوظ في التركيز والقدرة على الاستيعاب، إضافة إلى ضعف في الأداء الأكاديمي نتيجة تغيّبه المتكرر عن الصفوف وفقدان الدافع نحو الدراسة والإنجاز. كما أن المخدرات تؤثر على الصحة النفسية والعقلية للطالب، ما يؤدي إلى اضطرابات في النوم والمزاج وسلوكيات عدوانية أو انعزالية، وكل ذلك ينعكس سلبًا على علاقته بالمدرسين وزملائه، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الانقطاع التام عن الدراسة أو الطرد الأكاديمي. وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسات التعليمية التي تغيب فيها برامج الدعم النفسي والاجتماعي تكون أكثر عرضة لانتشار هذه الظاهرة، بينما تستطيع المدارس والجامعات التي تعتمد برامج وقائية وتوعوية وتوفر بيئة إيجابية للطلبة تحدّ بشكل كبير من تأثير ضغط الأقران ومن انتشار تعاطي المخدرات. لذا، فإن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب جهدًا مشتركًا من الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، من خلال التوعية المستمرة، وتعزيز ثقة الطالب بنفسه، وتقديم نماذج إيجابية من الأقران، إضافة إلى توفير بدائل صحية وآمنة لقضاء أوقات الفراغ، مما يحد من اللجوء إلى المخدرات بوصفها وسيلة للهروب أو إثبات الذات.

Comments are disabled.