برعاية وحضور السيدة عميد كلية العلوم للبنات الأستاذ الدكتور سميرة ناجي كاظم، نظّمت وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، بالتنسيق مع مسؤولة الوحدة الدكتورة جوان خالد حمود، وبالتعاون مع فريق “العراقية هنا”، جلسة حوارية بعنوان “لا للتنمر.. لا للإساءة”، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25 آذار الجاري، بحضور السيد المعاون الإداري والمالي الدكتور عادل حسين طالب، وعدد من مسؤولي الشعب والوحدات، إلى جانب منتسبي وطالبات الكلية.
قدّمت الجلسة المهندسة شيماء بهزاد رمضان، قائدة فريق “العراقية هنا”، حيث استعرضت أهداف الفريق في دعم المواهب الشابة وتذليل الصعوبات أمام أصحاب الهمم. بعدها، تحدّثت الناشطة شيماء غسان الهاشمي، صاحبة مؤسسة “مميزون لذوي الهمم”، عن تجربتها الشخصية كأم لطفلين كفيفين يعانيان من التوحّد، مستعرضة الصعوبات التي واجهتها وكيف استطاعت تجاوزها وتحويلها إلى مصدر قوة، مما ساهم في تحفيز أبنائها وبناء ثقتهم بأنفسهم وتطوير قدراتهم لتحقيق أحلامهم.
كما استعرضت الناشطة جنان عبد الكريم محمود، قائدة فريق “تنفّس” لمحاربة التأتأة والتلعثم، رحلتها مع التأتأة وكيف تمكّنت من السيطرة عليها وتجاوزها، لتصبح اليوم متحدثة متمكّنة ومدرّبة مختصة في هذا المجال، تساعد الآخرين ممن يعانون من الأمر ذاته.
أما الإعلامي والناشط في مجال حقوق الإنسان حيدر عبد الجليل كريم، المعروف بـ”حيدر البصير”، فتحدث عن تجربته الشخصية كونه ضريرًا منذ الولادة، موضحًا أن البصر الحقيقي يكون بالعقل لا بالعين، وأنه يعتمد على جميع حواسه لاكتشاف محيطه والتكيّف مع واقعه. كما شدّد على أهمية بناء الثقة بالنفس، وضرورة مجابهة التنمر، وتوعية المجتمع بمخاطره، مما لاقى استحسانًا وتفاعلًا كبيرًا من الحضور.
تضمنت الجلسة عرض أفلام وثائقية تسلّط الضوء على التحديات والصعوبات التي يواجهها أصحاب الهمم، ومن بينهم المكفوفون والصمّ والبكم والمصابون بمتلازمة داون، حيث استعرضت قصص نجاح لأفراد استطاعوا تحقيق إنجازات متميزة بفضل عزيمتهم وإصرارهم، إلى جانب دعم عائلاتهم ومؤسسة “مميزون لذوي الهمم”، التي ساهمت في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحويل التنمر من نقطة ضعف إلى مصدر إلهام وقوة. ومن بين هذه القصص الملهمة، قصة طفل موهوب في الغناء والإبداع رغم فقدانه البصر، وشخص أكمل دراسته بالرغم من معاناته من التأتأة وتنمّر زملائه عليه، بالإضافة إلى العديد من القصص التي تعكس مبادئ سامية كالثقة بالنفس، وتقبّل الآخرين، والسعي المستمر نحو تطوير الذات.
تخلل الحدث معرض فني للأعمال اليدوية واللوحات والاختراعات التي قدمها أطفال وشباب من أصحاب الهمم، حيث سلط الضوء على شغفهم وإبداعهم، مؤكّدًا أن التفوق ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة المثابرة والإصرار والسعي المستمر نحو النجاح.
في ختام الجلسة، قامت السيدة جوان خالد، مسؤولة وحدة الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي، برفقة طالبات الكلية، بتوزيع رسائل تحفيزية مليئة بالمودة والفخر والتشجيع لأبطال ذوي الهمم، إلى جانب تقديم هدايا رمزية لهم، في بادرة تهدف إلى إدخال البهجة إلى نفوسهم ودعمهم معنويًا، فضلاً عن تعزيز رسالة تقبّلهم في المجتمع، والتأكيد على أهمية نبذ التنمر ليعيشوا بسلام، ويشعروا بالثقة والاستقرار، مما يساهم في ديمومة إبداعهم وتألقهم

Comments are disabled.