ايجابيات وسلبيات الزواج المبكر
 

اقامت كلية العلوم للبنات ندوة ثقافية بعنوان “ايجابيات وسلبيات الزواج المبكر” يوم الثلاثاء المصادف 16/4/2013 على قاعة الحاسبات للمؤتمرات. القت فيها السيدة العميد الدكتورة ندى عبد المجيد الانصارة كلمة الافتتاح مبينة أهمية عقد مثل هذه الندوات ، وان الهدف الاساس للمرأة هو العلم والثقافة وان كلية العلوم للبنات تعمل على اعداد امرأة قيادية تقود المجتمع. بدأت الندوة بعرض فلم وثائقي للاعلامية ذكرى سرسم بعنوان “رحمة .. زينب .. وآخريات” تناول فيه طرح قصص حقيقية لزواج القاصرات والزواج غير الموثق وتفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا العراقي. ثم قدم المحاضرون تداخلات مختلفة عن الظاهرة إذ اشار القاضي أحمد الساعدي إلى أن سن بلوغ الفتاة حسب قانون الأحوال الشخصية في العراق رقم 188 لسنة 1959 المعدل ينحصر بين (15-18 سنة). مؤكداً على أهمية التعديلات النصوص القانونية بفرض ان يتم عقد الزواج داخل المحاكم الشرعية حفاظاً لحقوق المرأة.  وأضاف يتم تزويج الفتاة بعمر الثانية عشر وهو عند المأذون الشرعي زواج صحيح من الناحية الشرعية ، ولكنه يفتقد إلى الشكلية أي التصديق من المحكمة بالتالي لا تترتب عليه أي التزامات قانونية الأمر الذي يسبب أضراراً بالفتيات. ومن الناحية الطبية اكدت الدكتورة تغريد الحيدري اختصاص نسائية وتوليد أن الزواج المبكر يؤثر سلباً على صحة المرأة ، إذ أن التغيرات الجسمية قد لا يكون مؤشراً عن التكامل الفسيولوجي والوظيفي والاستعداد للحمل والولادة. أما من الناحية الطبية النفسية فقد أكدت الدكتورة مائدة النواب أخصائية الطب النفسي إن زواج القاصرات يؤثر في نفسيتهن من خلال اهتزازات نفسية وعصبية . مضيفة أن السن الامثل للزواج وفقاً لتصنيف علماء النفس هو من سن20 إلى سن40 إذ تكون الفتاة قد استقرت نفسياً ولها المقدرة على تحمل مسؤولية تكوين الاسرة وإنجاب أطفال. وبينت الدكتورة لقاء موسى الخطأ الشائع في رواية زواج الرسول الكريم محمد (ص) بالسيدة عائشة رضي الله مبينة بالادلة التاريخية على صحة تلك الرواية ، مشيرة بذلك إلى العديد من الروايات التاريخية التي تناولت ضرورة تصحيح هذه المعلومات، مبينة لعديد من الفتاوى الصادرة من المرجعيات الدينية المختلفة التي لا تؤيد الزواج المبكر. ومن جهة أخرى بينت السيدة عذراء الحسيني إن الفتاة الصغيرة هي الضحية، إذ غالباً ما ينتهي مصيرها إلى الطلاق وإصابتها بأمراض نفسية. معرجة عن الاسباب الرئيسة من وراء زواج القاصرات وهو افتقار المجتمع العراقي للقوانين فضلا عن الجهل والامية المتفشية في المجتمع، مبينة الدور الاساسي لمنظمات المجتمع المدني في تكثيف حملات التوعية حول ظاهرة الزواج المبكر ، مع عدم وجود قوانين رادعة لمن يقوم بإكراه الفتاة القاصر على الزواج فإن حماية الصغيرات من انتهاك طفولتهن في بيئة تراجع فيها المستوى التربوي والتعليمي ليست بالأمر السهل دون تشريع

قوانين خاصة تمنع تزويج القاصرات. شددت على أهمية التعديل في قانون الاحوال المدنية ومعاقبة ولي الامر المخاطر في اتمام هكذا زيجات.  

خرجت الندوة بعدد من التوصيات هي: وضع ضوابط وعقوبات للحيلولة دون اتمام عقد الزواج خارج المحكمة وفقدان المرأة لحقوقها الانسانية. والتوصية بخفض سن الزواج الرسمي إلى 16 سنة ، والاخذ بعين الاعتبار التقاليد الاجتماعية السائدة في عدة مناطق من العراق لحماية المرأة وتسجيل عقد الزواج في المحكمة. ووضع الضوابط والتعليمات في المستشفيات التي تستقبل النساء الحوامل عند الولادة وتوفير الرعاية الصحية لها قبل تزويد المستشفى بالمستمسكات المطلوبة ، والتي تكون حائل دون ادخال المريضة إلى المستشفى مما يعرضها إلى فقدان حياتها وحياة جنينها. وضرورة تعاون منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية للعمل على تعزيز ثقافة المجتمع حول عدم الترويج لزواج صغيرات السن. وأخيراً نشر الوعي لدى المرأة بحقوقها وتعزيز ثقتها واحترامها لذاتها.  

Comments are disabled.